سبعةٌ وعشرون عامًا، ولا يزال الحلم يمشي في دروب البحث والتعلّم، لا يهدأ له قلب، ولا تكلّ له عزيمة. خمسة عشر فوجًا، ومسار لا تزال عنيدة على الطريقة والمقولة والطريق.
أمام منظومة مهيمنة، وقفت مسار وخريجوها في لقاء إنساني، خالٍ من كل بهرجة زائفة، ومليء بالمشاعر الحقيقية، مستعيدين فيه الفرحة والمعنى، باحثين فيه عن جوهر الأمور في عالم يروّج للقشور. تفتحت أمامنا زهراتٌ على عجل، كأن الزمن استعجل عطرها، لكن عبير حضورهم بقي، عنيدًا مثلهم، بما حملوا من إصرار، وبما نسجوا من مسيرةٍ تحرريةٍ تعليمية، كانت ثمارها لقاء "عبطة وداع وعهد".
افتتح الخريجون اللقاء بمقولتهم ورسالتهم إلى الحياة، بأغنية من ألحانهم وعزفهم، وكلمات كتبها معهم الشاعر والمعلم، معلم اللغة العربية في مسار، علي قادري.
وفي رسالة مسار لهم، قدّم مدير المؤسسة، إبراهيم أبو الهيجا، كتاب "نظام التفاهة" La Médiocratie للفيلسوف الكندي آلان دونو Alain Deneault ليضع بوصلةً في أيديهم، يمضون بها بقراءة النقد لعصر تحكمه التفاهة حتى أصبحت معياره.
ومن قلب الذاكرة الثقافية، قدّمت دانا خوري، خريجة الفوج الثاني، فنانة ومعلمة الدراسات الثقافية في مسار، تصميمًا نابضًا، يمتد بجذوره إلى تراثنا العربي، مستلهمًا من كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" لزكريا القزويني، من القرن الثالث عشر، تأكيدًا لمقولة مسار بأننا أبناء تراكم حضاري وثقافي ونبع يجري عبر العصور.